هل تروكولر آمن؟ كيف يحمي أو يهدد خصوصيتك؟
لا يوجد هاتف ذكي في وقتنا هذا لا يستخدم تطبيق تروكولر الشهير، حيث يعد أشهر تطبيق لكشف هوية المتصل وحظر أي مكالمات مزعجة، ويتميز بواجهته البسيطة والعملية، وبفضل قاعدة بيانات التطبيق الضخمة فإنه يستطيع كشف العديد من المكالمات الاحتيالية، ولكن هنا يأتي القلق ويتساءل الكثير عن مصدر قاعدة بيانات التطبيق الكبيرة، وهل فعلا هي نفسها جهات الاتصال لدى جميع المستخدمين؟ وهل بهذا بيانات المستخدم عرضه للتسريب في أي وقت؟.
عند تثبيت التروكولر المدفوع، يشترط التطبيق الوصول إلى مجموعة واسعة من صلاحيات الهاتف، بما في ذلك جهات الاتصال وسجل المكالمات والرسائل القصيرة والموقع وحتى التطبيقات المثبتة، وقد يرى البعض هذه الصلاحيات ضرورية لعمل التطبيق بكفاءة، حيث تمكنه من تحديد هوية المتصل وحظر الرسائل غير المرغوب فيها، ولكن في المقابل يثير هذا الوصول الواسع تساؤلات حول تأثيره على خصوصية المستخدم.
تشير سياسة الخصوصية إلى أن تروكولر يستخدم هذه الصلاحيات لتوفير وظائف مثل عرض اسم المتصل غير المعروف وتعبئة سجلات المكالمات والرسائل، ومن الضروري أن يكون المستخدم على دراية كاملة بالصلاحيات التي يمنحها للتطبيق وأن يفهم كيف يمكن أن تؤثر على خصوصيته، وفيما يلي الصلاحيات التي يطلبها التطبيق:
تكشف سياسة خصوصية truecaller premium عن نطاق واسع لجمع البيانات بداية من لحظة إنشاء ملف تعريف المستخدم، والذي يطلب للتسجيل بيانات مثل اسمك ورقم هاتفك، وقد يطلب معلومات اختيارية إضافية مثل الصورة والبريد الإلكتروني والعنوان وحتى صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن جمع البيانات لا يتوقف عند هذا الحد، حيث يتتبع التطبيق معلومات حول كيفية استخدامك للخدمات، بما في ذلك موقعك وعنوان IP ومعرف جهازك ونوع الجهاز والتطبيقات المثبتة وسجلات المكالمات والرسائل وحتى الصفحات التي تزورها داخل التطبيق، وبالإضافة إلى ذلك إذا قمت بربط حساباتك على خدمات أخرى بتروكولر، فقد يتم جمع معلومات إضافية من تلك الخدمات وفقًا لإعدادات الخصوصية الخاصة بك.
توضح سياسة الخصوصية أن هذه البيانات تستخدم لتوفير وتحسين وتخصيص الخدمات، وعرض الإعلانات المستهدفة، والتواصل معك بشأن العروض الخاصة، والامتثال للقوانين ومنع الأنشطة الاحتيالية، وبينما تهدف هذه الاستخدامات إلى تحسين تجربة المستخدم وضمان سلامة الخدمة، يبقى هنالك استفهام حول نوع البيانات التي يتم جمعها وكيف يتم استخدامها.
تظل نقطة أمان البيانات وتسريبها مصدر قلق دائم لمستخدمي التطبيقات المختلفة truecaller gold ليس استثناء، وعلى الرغم من التزام الشركة بحماية المعلومات الشخصية واتخاذها تدابير أمنية مختلفة، إلا أن حوادث تسريب البيانات تظل احتمالا متوقعا في الوقت الحالي ومع تطور التكنولوجيا، وفي 2013 تعرض التطبيق والموقع الرسمي له لاختراق من قبل الجيش السوري الإلكتروني وتم وقف التطبيق عن العمل لفترة معينة.
عام 2016 تم اكتشاف ثغرة في التطبيق تسمح لاختراق البيانات من خلالها والوصول إلى IMEI الخاص بكل جهاز ولكن قامت الشركة بتحديث التطبيق وإغلاق الثغرة، وفي عام 2019 تم إيجاد ثغرة أمنية في التطبيق ولكن عرفت الشركة بالأمر وقامت بإغلاقها على الفور.
يختلف تقييم أمان التطبيق حسب اختلاف وجهة نظرنا نحوه، حيث يوفر التطبيق راحة كبيرة للمستخدمين في التعامل مع المكالمات الغريبة، ويمتلك تشفيرًا جزئيًا للبيانات والنظام يتم تحديثه بشكل مستمر لتلاشي حدوث أي تسريب آمني، ولكن من جهة أخرى فإن فكرة جمع ومشاركة البيانات مع حوادث التسريب السابقة التي تعرض لها التطبيق تجعل هنالك مخاوف تجاه أنه ليس آمن، ولهذا فإن أمان التطبيق يعتمد على مقدار الأذونات التي يعطيها المستخدم، لذلك من المهم أن يون لدينا وعي بطرق حماية الخصوصية في التطبيق.
على الرغم من أن مسؤولية أمان البيانات تقع في المقام الأول على مسؤلية الشركة، إلا أن المستخدم يلعب دورًا حاسمًا في حماية خصوصيته أثناء استخدام تروكولر، وإليك بعض النصائح العملية المستندة إلى سياسة الخصوصية:
لا شك أن تروكولر أداة قوية وفعالة في الكشف عن هوية المتصل والحماية من المزعجين والمتطفلين، ولكن يجب الانتباه لنقطة أنه قد يعرض بياناتك للخطر، لذلك من الضروري اتخاذ إجراءات الحماية التي اقترحناها لتستمتع بتجربة مميزة، ومن المهم قراءة سياسة الخصوصية بعناية ومعرفة كيف قد تؤثر الأذونات المختلفة على معلوماتك الشخصية، ويمكننا القول أن الحماية تبدأ من عندك وتتوقف على اختياراتك للأذونات المختلفة التي تعطيها للتطبيق.